أندرويد 15 مقابل iOS 19 | مقارنة شاملة بين العملاقين

by Mahmoud Taha on May 24, 2025
أندرويد 15 مقابل iOS 19


في كل عام، يتجدد السباق التقني بين عملاقي أنظمة التشغيل في عالم الهواتف الذكية: أندرويد وiOS. ومع إصدار أندرويد 15 من Google وiOS 19 من Apple، تتجه الأنظار مرة أخرى نحو هذه المنافسة المحتدمة التي لا تهدأ، حيث يسعى كل نظام لتقديم تجربة استخدام أكثر تطوراً، ذكاءً، وسلاسة لملايين المستخدمين حول العالم. وبينما تتفاخر Google بتحسينات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي وتخصيصات أكثر مرونة، تُظهر Apple تمسكها بسياسة "القليل الكثير" من خلال مزايا دقيقة، لكنها عميقة، تركز على الخصوصية والتكامل العميق بين الأجهزة.

في هذه المقارنة المفصلة، سنغوص في أعماق كلا النظامين لنكشف عن أبرز التغييرات، والاختلافات الجوهرية في الأداء، والتصميم، والأمان، بالإضافة إلى مدى استفادة كل نظام من التطور المستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلة. هل أصبح أندرويد 15 أكثر نضجًا وتناسقًا من أي وقت مضى؟ وهل نجح iOS 19 في الحفاظ على سلاسته الأسطورية مع إضافة مميزات طال انتظارها؟

إذا كنت مستخدمًا حاليًا لأحد النظامين أو تفكر بالانتقال إلى الآخر، فهذه التدوينة ستكون دليلك الشامل لاتخاذ القرار الصحيح. انضم إلينا في رحلة تقنية شيقة، نستعرض خلالها كل ما هو جديد ومثير في عالم أنظمة التشغيل الذكية.

قد يهمك ايضاً:

الأمان والخصوصية: معركة السيطرة على بيانات المستخدم

أندرويد 15 مقابل iOS 19


في عالم اليوم، لم يعد الأمان مجرد ميزة إضافية، بل أصبح أحد العوامل الحاسمة عند اختيار نظام تشغيل. كلا النظامين، Android 15 وiOS 19، يدركان أهمية ذلك، لذا ركّزا بشكل كبير على تعزيز حماية المستخدمين. ومع ذلك، تختلف الفلسفة والتقنيات بينهما، مما يجعل المقارنة بينهما مثيرة ومهمة.


iOS 19: الخصوصية أولًا... دائمًا

تواصل Apple السير على نهجها الصارم في حماية خصوصية المستخدمين، وiOS 19 ليس استثناء.
أحد أبرز التحديثات هو تعزيز ميزات “تقارير خصوصية التطبيقات” التي تتيح للمستخدم رؤية مفصّلة لكيفية تفاعل كل تطبيق مع بياناته، مثل الوصول إلى الكاميرا، الموقع، الميكروفون، وجهات الاتصال وحتى نشاط الشبكة.

إلى جانب ذلك، قامت Apple بتحسين وضع "Lockdown Mode"، وهو نمط حماية شديد مصمم خصيصًا للصحفيين، المدافعين عن حقوق الإنسان، أو أي شخص معرض للاستهداف من قبل جهات متقدمة. هذا الوضع يقيّد وظائف معينة في النظام لحماية المستخدم من الهجمات السيبرانية المعقدة، مثل استغلالات التجسس المتقدمة.

كما أدخلت iOS 19 آليات جديدة تسمح للمستخدم بتحديد نوعية البيانات التي يوافق على مشاركتها مع كل تطبيق بشكل دقيق، وحتى إمكانية إعطاء تطبيقات صلاحيات مؤقتة، مثل استخدام الموقع لمرة واحدة فقط.

أهم ما يميز Apple هو أن جمع البيانات يتم دائمًا على الجهاز (on-device processing)، حيث يتم تحليل البيانات الحساسة مثل التعرف على الوجه أو الصوت دون مغادرتها لهاتفك، مما يقلل من احتمالية تعرضها للاختراق.


Android 15: خصوصية ذكية ومرنة

جوجل أدركت أن الخصوصية لم تعد رفاهية، وAndroid 15 يمثل قفزة قوية نحو تقديم تجربة أكثر أمانًا وتحكمًا.
الميزة الأبرز هنا هي “Private Space” – وهي مساحة رقمية سرّية داخل الهاتف، يمكن إخفاؤها تمامًا بكلمة مرور منفصلة أو بصمة، وتُستخدم لتخزين التطبيقات والبيانات الحساسة مثل التطبيقات المصرفية أو الخاصة بالعمل، مما يوفر طبقة أمان إضافية.

كذلك، أصبح لدى المستخدم تحكم أكبر في الأذونات: فبدلاً من القبول أو الرفض فقط، يمكن الآن تحديد ما إذا كان التطبيق يرى الصور ومقاطع الفيديو بالكامل، أو مجلدًا معينًا فقط. يمكن أيضًا تحديد ما إذا كان التطبيق يمكنه الوصول للموقع بدقة عالية أو تقريبية، ولفترة محددة فقط.

Android 15 يعزز أيضًا الشفافية من خلال واجهة تعرض للمستخدم سجلًا دقيقًا لكل صلاحية تم استخدامها من قبل كل تطبيق، متى، ولماذا.

وعلى الرغم من أن Android يعاني أحيانًا من تفاوت في مستوى الأمان بين الأجهزة (بسبب اختلاف الشركات المصنعة وسرعة التحديثات)، إلا أن Google عززت من مستوى الحماية العامة عبر تقنيات مثل Google Play Protect، وفحص التطبيقات الدوري، والحماية من البرمجيات الخبيثة داخل المتجر.

من الأفضل في الأمان؟

  • Apple تواصل تقديم منظومة مغلقة وآمنة تتحكم في كل جوانب التجربة الرقمية، من العتاد إلى البرمجيات، مما يتيح لها فرض معايير أمان قوية ومتكاملة.
  • Google من جانبها، تسعى إلى الموازنة بين الأمان والمرونة، وتتيح للمستخدم خيارات أوسع في التخصيص والتحكم.

الخلاصة:
إذا كنت تبحث عن بيئة مغلقة محكمة، فإن iOS 19 يتفوق. أما إذا كنت تفضل التحكم بنفسك في إعدادات الخصوصية وتبحث عن مساحة مرنة وأكثر تخصيصًا، فإن Android 15 يقدم تجربة أمان ذكية وقابلة للتشكيل.

قد يهمك ايضاً:

الذكاء الاصطناعي والتخصيص: عندما يصبح الهاتف أكثر ذكاءً منك أحيانًا

أندرويد 15 مقابل iOS 19


مع تطور الذكاء الاصطناعي واندماجه في الأجهزة المحمولة، أصبح الهاتف الذكي لا يقتصر فقط على تنفيذ الأوامر، بل يسبق تفكيرك أحيانًا ويتوقع احتياجاتك. كل من Android 15 وiOS 19 يعكسان هذه النقلة النوعية، ولكن كل نظام يُقدّمها بأسلوب مختلف يعكس فلسفة الشركة الأم في التعامل مع المستخدمين والتقنية.

Android 15: الذكاء الاصطناعي كقلب ينبض داخل النظام

Android 15 يُعتبر من أكثر الإصدارات التي دمجت الذكاء الاصطناعي بشكل عميق في جميع جوانب النظام. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ميزة الذكاء الاصطناعي التوليدي لتخصيص الهاتف، والتي تتيح للمستخدم إنشاء خلفيات فريدة أو تصميم واجهة مستخدم تتكيف تلقائيًا مع ذوقه الشخصي أو حالته المزاجية، بناءً على اختياراته السابقة. هذه الميزة ليست مجرد تزيين بصري، بل تعكس نهجًا أكثر عمقًا نحو التجربة الشخصية المحوسبة.

بالإضافة إلى ذلك، قامت Google بتعزيز وظائف الردود الذكية (Smart Replies) في جميع تطبيقات النظام وحتى تطبيقات الطرف الثالث، حيث أصبح الهاتف قادرًا على تحليل سياق المحادثة بدقة واقتراح ردود مناسبة، مع مراعاة النبرة والأسلوب. وهذا التطور ملحوظ خاصة في تطبيقات البريد والمراسلة.

إحدى أبرز النقاط هي أن Android 15 يُمكِّن المستخدم من التفاعل الصوتي المتقدم مع النظام، حيث بات Google Assistant أكثر مرونة، ويفهم السياق متعدد الجمل، بل ويمكنه التعامل مع أوامر مركبة أو غير مباشرة. مثلًا، يمكنك أن تقول: "ذكّرني بما قلت لمريم بالأمس وأرسل لها نسخة من ذلك"، وسيفهم النظام المقصود ويُنفّذه.

أيضًا، تم تحسين ميزة “Contextual Awareness”، حيث أصبح الهاتف أكثر وعيًا بالمكان والزمان والمحتوى الذي تتفاعل معه، وبالتالي يستطيع التكيّف تلقائيًا. مثلًا، إن كنت في اجتماع، سيقترح كتم الإشعارات، أو إن كنت تقود، سيُفعّل الوضع الآمن تلقائيًا، مستندًا إلى نمط الاستخدام.


iOS 19: ذكاء اصطناعي مُتحكم فيه – على طريقة Apple

Apple دائمًا ما تتبنى التكنولوجيا بوتيرة محسوبة، وiOS 19 يُجسّد هذا النهج؛ الذكاء الاصطناعي موجود لكنه مُقنّن ومحسوب بدقة.
الميزة الأبرز في هذا السياق هي التحول الجذري في أداء Siri، حيث تم تحديث مساعد Apple ليصبح أكثر فطنة وواقعية في التفاعل. لم يعد Siri مجرد منفذ أوامر بل أصبح أكثر تفاعلاً وسلاسة، بفضل دمجه مع نموذج Apple AI الجديد، الذي يُعالج الأوامر الصوتية بشكل شبه فوري ودون الحاجة للاتصال الدائم بالإنترنت.

واحدة من أهم نقاط القوة في iOS 19 هي أن المعالجة تتم محليًا على الجهاز، دون إرسال البيانات إلى الخوادم، مما يُعزز الخصوصية ويمنح المستخدم راحة بال إضافية بأن معلوماته الشخصية لا تُخزّن في السحاب.

أما من حيث التخصيص، فبينما يُعرف نظام iOS بالثبات والبساطة، أتاح iOS 19 للمستخدمين مزيدًا من الحرية دون التضحية بجمالية النظام. فقد أصبحت شاشة القفل أكثر تفاعلاً، مع إمكانية تخصيص الأدوات (Widgets) واختيار أشكالها ومواضعها. كذلك، أضافت Apple ميزة تخصيص الأيقونات والاختصارات، لكنها ما تزال محدودة مقارنةً بأندرويد.

كما يعمل iOS 19 على تقديم اقتراحات ذكية داخل التطبيقات مثل الصور والبريد، حيث يستطيع النظام اقتراح ألبومات مخصصة بناءً على الأشخاص والمناسبات، أو تصفية رسائل البريد الهامة تلقائيًا. لكن هذا الذكاء محكوم دائمًا بقيود صارمة تضمن عدم التضحية بالخصوصية.

اختلاف الفلسفة… نفس الهدف

بالمجمل، يمكن القول إن Android 15 يتعامل مع الذكاء الاصطناعي باعتباره قلب النظام، يستخدمه في كل صغيرة وكبيرة، ويفسح للمستخدم المجال لتخصيص كل ركن من هاتفه. أما iOS 19، فيعتمد الذكاء الاصطناعي ليُحسّن التجربة دون أن يُغير من جوهر النظام، ويركز على الأمان والدقة أكثر من المرونة.

إذا كنت تحب أن يكون هاتفك ذكيًا إلى حد التنبؤ بسلوكك ويمنحك حرية التخصيص التام، فإن Android 15 هو خيارك المثالي. أما إن كنت تفضل نظامًا متماسكًا، ذكيًا لكن متحكمًا، مع تجربة مدروسة وأنيقة، فستجد ضالتك في iOS 19.

التصميم وتجربة المستخدم: فن البساطة مقابل التخصيص الحر

أندرويد 15 مقابل iOS 19


تصميم واجهة المستخدم وتجربة الاستخدام هما روح أي نظام تشغيل، وهما ما يجعل المستخدم ينجذب إلى هاتفه أو يشعر بالراحة أثناء التعامل معه. Android 15 وiOS 19 يُقدمان رؤى مختلفة تمامًا في هذا المجال، كل منهما يعكس فلسفة الشركة في كيفية تفاعل المستخدم مع الجهاز، وفي النهاية هدفهما واحد: توفير تجربة سلسة وممتعة، لكن كلٌ بطريقته الخاصة.


Android 15: تصميم مرن، قابل للتشكيل، وتجربة شخصية متجددة

مع Android 15، تقدم Google نظامًا يتميز بالمرونة القصوى في التصميم والتخصيص. هذه المرونة تعني أن المستخدم لديه حرية غير محدودة تقريبًا في تغيير شكل واجهة النظام. من اختيار الثيمات (Themes) والألوان، إلى إعادة ترتيب الأيقونات، وحتى اختيار نوع الخطوط التي تظهر على الشاشة، كل شيء قابل للتعديل بسهولة.

تم تحسين لغة التصميم "Material You" لتكون أكثر تكاملاً مع الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم النظام بتحليل ألوان الخلفية والصور التي تستخدمها، ثم يقوم تلقائيًا بضبط ألوان واجهة المستخدم لتتناسب معها، ما يمنحك تجربة بصرية متناغمة وفريدة من نوعها.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الممكن تخصيص شاشة القفل بشكل أوسع، مع إمكانية إضافة الأدوات (Widgets) التفاعلية التي تتيح الوصول السريع إلى المعلومات دون الحاجة لفتح الهاتف، مثل حالة الطقس، أو الأحداث القادمة، أو حتى اختصارات التطبيقات.

التنقل داخل النظام أصبح أكثر سلاسة مع إيماءات محسنة، تتيح لك الانتقال بين التطبيقات أو فتح الإشعارات بطريقة طبيعية وسريعة، كما أن التنقل في الإعدادات أصبح أكثر تنظيمًا وترتيبًا، مما يسهل على المستخدم العثور على ما يحتاج إليه بسرعة.

ومع تعدد الأجهزة التي يعمل عليها Android، من الهواتف ذات الشاشات الصغيرة إلى الأجهزة اللوحية والشاشات القابلة للطي، تم تطوير تجربة الاستخدام لتتكيف مع كل حجم شاشة، مع تغييرات ذكية في الواجهة تناسب كل حالة استخدام.

iOS 19 :تصميم أنيق، متماسك، وتجربة استخدام مريحة ومبتكرة

Apple تشتهر بتقديم تجربة مستخدم متسقة للغاية، وiOS 19 يعزز هذه القاعدة. التصميم هنا يركز على البساطة والأناقة، بحيث تكون كل ميزة وأيقونة في مكانها الصحيح بدون ازدحام أو تعقيد.

واجهة iOS 19 تستمر في استخدام لغة تصميم "Human Interface Guidelines" التي تمنح تجربة استخدام مريحة للعين، مع ألوان ناعمة ومتناسقة، وتأثيرات حركية سلسة تعطي إحساسًا بالعمق والواقعية.

أضاف iOS 19 تحسينات مهمة لشاشة القفل، حيث أصبحت أكثر تفاعلية، مع إمكانية تخصيص الأدوات (Widgets) التي تُعرض بشكل منظم ومنسق، لتوفر المعلومات الهامة دون أن تشوش على التصميم العام.

التنقل في iOS يتميز بالبساطة، فالإيماءات واضحة وسلسة، سواء كانت للعودة إلى الشاشة الرئيسية، التنقل بين التطبيقات، أو الوصول إلى مركز التحكم والإشعارات. التركيز هنا هو على جعل كل حركة طبيعية وسريعة، حتى للمستخدمين الجدد.

ميزة جديدة ومميزة هي مركز التحكم المُعاد تصميمه الذي أصبح أكثر ذكاءً، حيث يمكنه التكيف بناءً على السياق، وعرض الأدوات الأكثر استخدامًا في الوقت المناسب، مما يسهل الوصول إليها بسرعة.

أيضًا، حرصت Apple على جعل تجربة الاستخدام متجانسة بين مختلف أجهزتها، فالتصميم والشكل والأداء في iOS 19 لا يختلف كثيرًا بين الآيفون والآيباد، مما يعزز من تجربة المستخدم الذي يستخدم أكثر من جهاز.

أيهما أفضل في التصميم وتجربة المستخدم؟

Android 15 يتفوق في منح المستخدم حرية تخصيص غير محدودة، مع واجهة يمكن أن تتغير شكلها وألوانها وفق ذوقك الشخصي، وهو نظام يناسب محبي التغيير والمرونة والتجديد المستمر.

iOS 19 يركز على الثبات والأناقة، ويقدم تجربة استخدام سهلة وبسيطة لكل المستخدمين، خاصة من يفضلون النظام المتناسق المتكامل الذي لا يحتاج إلى تعديل مستمر.

الخلاصة:
إذا كنت تفضل نظامًا يمكنك تشكيله وتخصيصه على نحو كامل، فAndroid 15 هو الأنسب لك. أما إذا كنت تفضل تجربة مستخدم منظمة، أنيقة، ومريحة مع أقل مجهود، فiOS 19 هو الخيار الأمثل.

قد يهمك ايضاً:

الأداء وعمر البطارية: معركة بين القوة والكفاءة

أندرويد 15 مقابل iOS 19


عندما نتحدث عن أنظمة التشغيل، فإن الأداء وعمر البطارية هما من أهم العوامل التي تؤثر مباشرة على تجربة المستخدم اليومية. في Android 15 وiOS 19، نجد توجهات مختلفة في كيفية تحقيق التوازن بين السرعة والكفاءة، مع اختلافات جوهرية في إدارة الموارد وطريقة استهلاك الطاقة.

أداء Android 15: قوة مرنة ومتجددة

Android 15 جاء مع تحسينات ملحوظة في الأداء، مدعومًا بخوارزميات متقدمة لإدارة الذاكرة والموارد. يعتمد النظام بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة التطبيقات التي تعمل في الخلفية وتقليل استهلاكها للمعالج والذاكرة، مما يسمح بتخصيص موارد أكثر للتطبيقات التي تستخدمها حاليًا.

مع دعم شرائح المعالجة الحديثة من Google وشركائها، أصبح Android 15 قادرًا على تقديم تجربة تشغيل سلسة حتى على الأجهزة متوسطة المواصفات. النظام يُحسّن استجابة اللمس، سرعة فتح التطبيقات، وتعدد المهام مع الحفاظ على استقرار الأداء لفترات طويلة.

ولكن التحدي الأكبر يكمن في تنوع أجهزة الأندرويد، حيث أن كل جهاز له مواصفات مختلفة تؤثر بشكل مباشر على الأداء. لذا، تعتمد Google على تحسينات مستمرة في النظام لضمان توافق الأداء مع أكبر عدد ممكن من الأجهزة.

عمر البطارية في Android 15: الذكاء في إدارة الطاقة

في مجال عمر البطارية، ركز Android 15 على تحسين إدارة الطاقة الذكية. النظام يستخدم التعلم الآلي للتعرف على نمط استخدامك اليومي، فيقوم تلقائيًا بتقليل استهلاك التطبيقات غير المستخدمة، ويغلق الخدمات غير الضرورية في الخلفية.

ميزة وضع الأداء الذكي تسمح للنظام بالتكيف تلقائيًا بين الأداء العالي والكفاءة في استهلاك الطاقة، حسب حالة الاستخدام، مثل اللعب أو تصفح الإنترنت أو التصفح العادي. هذا يعني أن الهاتف قد يوفر طاقة أكبر عند الحاجة ويستغل القوة الكاملة عند الضرورة.

بالإضافة لذلك، يوفر Android 15 أدوات مراقبة متقدمة للبطارية، تعرض لك بالتفصيل التطبيقات التي تستهلك أكثر طاقة، مع اقتراحات لتقليل الاستهلاك. كما أن دعم الشحن السريع أصبح أكثر تطورًا مع تحسينات في استهلاك الطاقة أثناء الشحن.

أداء iOS 19: استقرار وسلاسة في كل لمسة

Apple تشتهر بتكامل أجهزتها مع نظام التشغيل مما يحقق أداءً فائقًا حتى مع مواصفات عتادية ليست الأكبر مقارنة ببعض أجهزة الأندرويد. في iOS 19، تم تحسين أداء النظام من خلال تحديثات دقيقة تستغل الإمكانيات الفعلية لشريحة المعالجة A-series الأحدث.

النظام مُصمم ليعمل بسلاسة حتى مع تعدد المهام الثقيلة، حيث يدير الموارد بكفاءة عالية مع إعطاء الأولوية للتطبيقات المفتوحة والمهمة، ويضمن استجابة فورية لكل تفاعل. أيضًا، تعتمد Apple على تحسينات في نواة النظام تساعد على تسريع تنفيذ الأوامر وتقليل تأخير اللمس.

عمر البطارية في iOS 19: توازن دقيق بين الطاقة والقوة

iOS 19 يركز على الحفاظ على عمر البطارية من خلال تحسينات عميقة في إدارة الطاقة على مستوى النظام، حيث يتم إغلاق أو تقليل نشاط التطبيقات التي تعمل في الخلفية بشكل ذكي دون أن يؤثر ذلك على التنبيهات أو الوظائف الحيوية.

ميزة تحليل نمط الاستخدام تساعد النظام على توقع أوقات استخدام الهاتف وإدارة الطاقة بشكل يتناسب مع هذه التوقعات. هذا يساعد على إطالة عمر البطارية بشكل ملحوظ، خاصة مع التحديثات الأخيرة التي حسنت كفاءة تشغيل التطبيقات الثقيلة.

بالإضافة إلى ذلك، تدعم أجهزة iPhone الحديثة تقنيات شحن محسنة مثل الشحن السريع والشحن اللاسلكي، مع تحكم دقيق في درجة حرارة البطارية للحفاظ على صحتها لفترة أطول.

مقارنة شاملة: من يسيطر على الأداء والبطارية؟

  • Android 15 يقدم أداءً عاليًا مع مرونة كبيرة في التكيف مع أنواع مختلفة من الأجهزة، ويتميز بذكاء عالي في إدارة الطاقة يسمح بتحسين عمر البطارية عبر التعلم الذاتي للنمط اليومي. هذا يجعله مثاليًا لمن يحبون التحكم والمرونة، لكنه قد يعاني أحيانًا من تفاوت الأداء حسب الجهاز.
  • iOS 19 يضمن أداءً ثابتًا وسلسًا، مع تكامل عالٍ بين العتاد والنظام، يوفر تجربة متماسكة ومتوازنة في استهلاك الطاقة، مع عمر بطارية مقنع بفضل تحسينات النظام المدروسة. هو الخيار الأفضل لمن يبحث عن تجربة مضمونة بدون قلق حول إدارة الموارد.

بعد استعراضنا الشامل لأبرز مميزات وعيوب كل من أندرويد 15 وiOS 19، يمكننا القول إن المنافسة بين النظامين لم تكن يومًا بهذا المستوى من التقدم والتعقيد. فكل إصدار يعكس فلسفة مختلفة في تصميم تجربة المستخدم: أندرويد يواصل رهانه على حرية التخصيص والانفتاح، بينما يتمسك iOS بثباته المعروف على البساطة والاتساق المدروس بدقة.

أندرويد 15 يأتي كأكثر أنظمة Google نضجًا، حيث أضاف تحسينات ملموسة في إدارة الطاقة، وتكامل الذكاء الاصطناعي، وتجربة الاستخدام المتعددة. بالمقابل، أثبت iOS 19 أن Apple لا تزال تُجيد لعبة التفاصيل، من خلال واجهات أكثر أناقة، ومزايا خصوصية أكثر تعقيدًا، وخيارات ذكية تُضاف بسلاسة إلى منظومة Apple المتكاملة.

ومع ذلك، لا يمكن حسم الأفضلية المطلقة بين النظامين، لأن ذلك يعود في النهاية إلى نوعية استخدامك، وتفضيلاتك الشخصية، وتكامل النظام مع باقي أجهزتك. فإن كنت تبحث عن الانفتاح، التخصيص، وتجربة أكثر حرية، فقد تجد ضالتك في أندرويد 15. أما إذا كنت تفضل بيئة مغلقة لكنها سلسة، مدعومة بتحديثات منتظمة وأمان متقدم، فـiOS 19 قد يكون الخيار الأنسب لك.

في النهاية، التقنية ليست سباقًا للفوز فقط، بل رحلة مستمرة نحو تحسين تجربتنا اليومية. ومع كل إصدار جديد، نقترب أكثر من هواتف ذكية لا تكتفي بتنفيذ الأوامر، بل تتوقع احتياجاتنا وتتكيف مع أنماط حياتنا. اختر النظام الذي يتناغم معك، واستمتع بما تقدمه هذه الثورة البرمجية من إمكانات غير محدودة.

قد يهمك ايضاً:

LEAVE A COMMENT

Please note, comments must be approved before they are published