الشاشات القابلة للتمدد | مستقبل الهواتف الذكية يبدأ من هنا

by Mahmoud Taha on May 23, 2025
الشاشات القابلة للتمدد


في عالم التقنية المتسارع، اعتدنا أن ننبهر كل عام بابتكارات جديدة تُعيد تعريف ما يمكن أن تفعله الهواتف الذكية. فمن الهواتف ذات الشاشات المنحنية، إلى تلك القابلة للطي، شهدنا قفزات نوعية غيّرت شكل العلاقة بين المستخدم وجهازه المحمول. لكن يبدو أن الثورة القادمة ستكون أكثر جرأة وابتكارًا... إنها الشاشات القابلة للتمدد – تقنية تنقلنا من المفهوم التقليدي للهاتف إلى جهاز يمكنه تغيير حجمه وشكله ليناسب استخدامك في اللحظة ذاتها.

تخيّل أن يكون هاتفك بحجم راحة اليد، ثم يمتد بسلاسة ليصبح أشبه بجهاز لوحي بمجرد سحب بسيط أو نقرة واحدة. هذا ليس مشهداً من فيلم خيال علمي، بل هو واقع بدأت كبرى الشركات التقنية تتسابق لتحقيقه. تقنيات متطورة في مجال المواد الذكية، والدوائر الإلكترونية المرنة، والتصميم الصناعي تقف جميعها خلف هذه القفزة النوعية التي قد تغيّر وجه السوق خلال السنوات القادمة.

وفي ظل سعي الشركات مثل Samsung وLG وTCL وغيرها للهيمنة على هذا السوق الجديد، تتكاثر التساؤلات: كيف ستؤثر الشاشات القابلة للتمدد على تصميم الهاتف ومتانته؟ ما التحديات التقنية التي يجب تجاوزها قبل أن نراها بين أيدينا؟ وهل سيتقبل المستخدمون هذه النقلة النوعية أم أن الأمر يحتاج لثورة ثقافية في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا؟

في هذه التدوينة، نأخذك في جولة استكشافية إلى قلب هذا التوجّه الثوري، نستعرض أبرز التقنيات، ونتعمق في الرؤى المستقبلية، ونكشف لك ما ينتظرك في الجيل القادم من الهواتف الذكية التي لا تُطوى فقط... بل تتمدد.

قد يهمك ايضاً:

ما هي الشاشات القابلة للتمدد؟

الشاشات القابلة للتمدد


الشاشات القابلة للتمدد، أو ما يُعرف بالإنجليزية باسم Stretchable Displays، هي الجيل الأحدث من تقنيات العرض المرن، حيث تمتاز بقدرتها على التمدد والانكماش والانحناء والالتواء في اتجاهات متعددة، دون أن تتعرض للكسر أو التشوه، ودون التأثير على جودة العرض أو أداء الشاشة. هذه الشاشات لا تقتصر على الطي عند محور معين كما هو الحال في الشاشات القابلة للطي، بل يمكنها التمدد أفقيًا أو رأسيًا أو حتى بشكل قطري لتأخذ أشكالًا وأحجامًا مختلفة حسب الاستخدام.

التصميم والبنية التقنية:
تعتمد الشاشات القابلة للتمدد على مواد إلكترونية مرنة للغاية، يتم تطويرها خصيصًا لتعمل بكفاءة رغم تعرضها لتغييرات ميكانيكية مستمرة.
 تشمل هذه المواد:

  • البوليمرات المطاطية عالية المرونة مثل السيليكون القابل للتمدد أو البوليمرات المشابهة، والتي تشكّل القاعدة الأساسية للهيكل الخارجي للشاشة.
  • تقنيات عرض مرنة مثل OLED (Organic Light-Emitting Diodes) وMicro-LED، والتي تُدمج داخل طبقات مرنة وتظل تعمل بكفاءة حتى أثناء التمدد والانكماش.
  • دوائر إلكترونية نانوية قابلة للتمدد، وهي مكونات يتم تصميمها بأساليب ميكانيكية مثل التموج أو الشبكات، بحيث تتيح لها التمدد عند الشد والعودة إلى شكلها الأصلي عند الانكماش.

هذه الشاشات لا تتشقق أو تتضرر عند شدها، وذلك بفضل البنية الشبكية أو المتموجة التي يتم فيها ترتيب العناصر الإلكترونية الدقيقة، مما يتيح توزيع الضغط بشكل متساوٍ أثناء الحركة.

كيف تختلف عن الشاشات القابلة للطي؟
رغم أن الشاشات القابلة للطي أحدثت ثورة في عالم التصميم، إلا أنها تعتمد غالبًا على محور طي واحد، وغالبًا ما تكون أكثر عرضة للاهتراء الميكانيكي بسبب المفصلات المدمجة. أما الشاشات القابلة للتمدد، فهي تُعد أكثر تطورًا وتعقيدًا لأنها:

  • لا تعتمد على مفصلات ميكانيكية، بل يمكن أن تتحرك بحرية في أكثر من اتجاه.
  • تقدم تجربة أكثر طبيعية في التفاعل، حيث يمكن للمستخدم تمديد الشاشة أو تصغيرها حسب الحاجة دون فتحها أو إغلاقها.
  • تتمتع بمظهر أكثر تكاملًا، ويمكن دمجها في أجهزة متعددة الأشكال دون المساس بجمال التصميم.

التطبيقات المستقبلية المحتملة:
ما يجعل هذه التقنية واعدة بشكل كبير هو إمكانية استخدامها في عدد هائل من المجالات، وليس فقط في الهواتف الذكية. فمثلًا:

  • في الهواتف، يمكن أن يمتد الهاتف من حجم صغير إلى شاشة كبيرة عند مشاهدة الفيديوهات أو الألعاب، ثم يعود لحجمه الأصلي بسهولة.
  • في الأزياء الذكية، يمكن دمج شاشات مرنة قابلة للتمدد في الأقمشة لتعرض بيانات أو رسومات على الملابس نفسها.
  • في المجال الطبي، يمكن استخدامها في أجهزة مراقبة صحية تُثبت على الجلد وتأخذ شكل الجسم دون إزعاج، مع قدرتها على عرض البيانات الحيوية مباشرة.
  • في السيارات والواقع المعزز، قد تُستخدم كشاشات مدمجة في الأسطح المنحنية أو المتغيرة الشكل.

تحديات التطوير:
رغم التقدم الكبير في هذا المجال، إلا أن هناك عدة تحديات تقنية لا تزال قيد البحث والتطوير، من بينها:

  • تحمل الاستخدام اليومي: لا بد أن تتحمل هذه الشاشات آلاف أو ملايين المرات من الشد والانكماش دون أن تتعرض للتلف أو تدهور الجودة.
  • ثبات الألوان والدقة: الحفاظ على وضوح الصورة وسط تغيرات في شكل الشاشة يشكل تحديًا كبيرًا في التصميم.
  • تكامل المكونات الداخلية: ليس من السهل جعل جميع المكونات الداخلية – مثل البطارية، والدوائر، والمستشعرات – مرنة وقابلة للتمدد أيضًا.
  • التكلفة العالية: تصنيع هذه الشاشات لا يزال مكلفًا جدًا، مما يجعلها غير جاهزة بعد للاستخدام التجاري الواسع.

مستقبل التقنية:
تشير الأبحاث والتجارب الأولية إلى أن الشاشات القابلة للتمدد قد تكون أحد المحاور الأساسية لتصميم الأجهزة الذكية في المستقبل. شركات كبرى مثل Samsung وLG وRoyole بدأت بالفعل في استعراض نماذج أولية، بعضها يمكن تمديده ببضعة ميليمترات، والبعض الآخر يمكنه التمدد بنسبة 20% من حجمه الأصلي. هذه الخطوات تُظهر أن التقنية بدأت تخرج من مرحلة البحث إلى الاختبار الفعلي، وقد نشهد أول استخدام تجاري لها خلال سنوات قليلة.

قد يهمك ايضاً:

الشركات التي تستثمر في تقنية الشاشات القابلة للتمدد

الشاشات القابلة للتمدد


منذ ظهور مفهوم الشاشات القابلة للتمدد، سارعت العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة ومراكز الأبحاث المتقدمة إلى الدخول في هذا السباق، مدركةً أن هذه التقنية قد تكون المحطة القادمة في تطور واجهات العرض الذكية. هذه الشركات لا تكتفي بمجرد التجربة، بل تضخ استثمارات ضخمة في البحث والتطوير، وتؤسس شراكات أكاديمية وهندسية لتعزيز قدراتها في هذا المجال.

سامسونج (Samsung Display):
تُعد شركة Samsung من أوائل اللاعبين الكبار الذين استعرضوا نماذج أولية لشاشات قابلة للتمدد، حيث كشفت في عدة معارض تقنية مثل Display Week عن شاشات OLED مرنة قابلة للتمدد والانكماش بنسبة تصل إلى 12%. تركز سامسونج على تطوير شاشات يمكن أن تتوسع وتقلص في الأجهزة القابلة للارتداء والهواتف الذكية، بل وحتى في الشاشات القابلة للارتداء كليًا كجزء من الأقمشة الذكية. استثمارات سامسونج في هذا المجال لا تقتصر على المكونات فقط، بل تشمل أيضًا تطوير بيئة تصنيع قابلة لإنتاج هذه الشاشات بكفاءة وبتكلفة معقولة مستقبلًا.

إل جي (LG Display):
LG Display هي واحدة من أكثر الشركات التزامًا بتطوير تكنولوجيا العرض الثوري، وقد أعلنت في عام 2022 عن أول شاشة قابلة للتمدد بحجم 12 بوصة يمكن أن تتمدد حتى 14 بوصة دون فقدان جودة العرض. طورت LG هذه الشاشة باستخدام تقنيات سيليكون من نوع خاص مستوحى من الجلد البشري، ما يمنحها قدرة مذهلة على التمدد والانثناء والعودة إلى شكلها الطبيعي. وتهدف LG إلى استخدام هذه التقنية في صناعات مثل الرعاية الصحية، وصناعة السيارات، وحتى في الملابس الذكية، مما يفتح آفاقًا أوسع من الاستخدامات التقليدية.

Royole:
ربما ليست Royole بحجم سامسونج أو إل جي، لكنها كانت من أولى الشركات التي أطلقت هاتفًا بشاشة قابلة للطي تجاريًا، وتُعتبر من المبتكرين الرائدين في مجال الشاشات المرنة. دخلت الشركة في أبحاث متقدمة على الشاشات القابلة للتمدد، وتركز بشكل خاص على تطوير طبقات OLED فائقة الرقة يمكن استخدامها في أجهزة يمكن ارتداؤها بسهولة. Royole تعتمد على خط إنتاج مرن يستهدف إدخال هذه الشاشات في نظارات الواقع المعزز، والساعات الذكية، وغيرها من المنتجات التي تتطلب تكنولوجيا عرض خفيفة الوزن ومرنة.

BOE Technology:
BOE الصينية هي واحدة من أكبر موردي شاشات LCD وOLED عالميًا، وقد دخلت مؤخرًا في مشاريع بحثية لتطوير شاشات قابلة للتمدد باستخدام تقنيات micro-LED وOLED المرنة. الشركة تتعاون مع جامعات ومراكز بحوث صينية متقدمة لإنتاج جيل جديد من الشاشات القابلة للتمدد بتكاليف أقل، مع التركيز على الأسواق الصناعية والطبية. وتُراهن BOE على تصدير هذه التقنية للدول التي تبحث عن حلول مبتكرة في قطاع الأجهزة القابلة للارتداء والمراقبة الحيوية.

شركات ناشئة ومراكز أبحاث:
بالإضافة إلى الشركات العملاقة، هناك عدد متزايد من الشركات الناشئة حول العالم التي تعمل على تحسين مكونات الشاشات القابلة للتمدد. من بينها شركات في الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، وأوروبا، تركز على تطوير:

  • الموصلات النانوية القابلة للتمدد
  • مواد عرض جديدة أكثر مرونة
  • بطاريات مرنة تتوافق مع بنية الشاشات الجديدة

كما تلعب المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة ستانفورد، ومعهد ماساتشوستس للتقنية (MIT)، وجامعة سول الوطنية دورًا رئيسيًا في تقديم حلول هندسية تفتح آفاقًا لتجاري هذه التقنية في المستقبل القريب.

لماذا هذا الاستثمار؟
تدرك هذه الشركات أن الشاشات القابلة للتمدد قد تكون أساس الجيل التالي من الأجهزة الذكية التي تندمج بسلاسة مع جسم الإنسان أو البيئة المحيطة. من الهواتف التي تتكيف مع الاستخدام، إلى الشاشات المدمجة في الجلد الصناعي، فإن الإمكانيات التجارية لهذه التقنية ضخمة جدًا. ولهذا، فإن الاستثمار فيها اليوم يُعد بمثابة رؤية استراتيجية لمستقبل تكنولوجي متكامل وشخصي أكثر من أي وقت مضى.

قد يهمك ايضاً:

الفوائد المحتملة لتقنية الشاشات القابلة للتمدد

الشاشات القابلة للتمدد


تمثل الشاشات القابلة للتمدد واحدة من أكثر الابتكارات الواعدة في مجال تكنولوجيا العرض، لما تحمله من إمكانيات غير محدودة لتغيير شكل الأجهزة الذكية، وتوسيع وظائفها، وابتكار فئات جديدة تمامًا من المنتجات. وفيما يلي تحليل مفصل لأهم الفوائد التي قد تنجم عن هذه التقنية الثورية:

1. مرونة تصميم غير مسبوقة:
واحدة من أبرز الفوائد التي تقدمها الشاشات القابلة للتمدد هي قدرتها على تحرير التصميم من القيود التقليدية. فبدلًا من الالتزام بأبعاد ثابتة أو مفصلات قابلة للطي، يمكن للأجهزة المزودة بهذه الشاشات أن تتخذ أشكالًا متعددة حسب الحاجة.

  • الهواتف قد تبدأ صغيرة الحجم لسهولة الحمل، ثم تتمدد لتتحول إلى شاشات أكبر لمشاهدة الوسائط أو الألعاب.
  • الأجهزة القابلة للارتداء يمكن أن تتشكل حول الجسم براحة تامة، مع عرض محتوى مرئي دون الحاجة إلى شاشات مستقلة.
  • الشاشات يمكن أن تُدمج في أي سطح مرن، مثل الأقمشة أو المواد البلاستيكية، مما يفتح بابًا لتصاميم مبتكرة بالكامل.

2. تحسين تجربة المستخدم من حيث التفاعل:
بفضل القدرة على التمدد والانكماش، يمكن للمستخدم التفاعل مع الشاشة بحسب السياق. على سبيل المثال:

  • في وضع الهاتف، تكون الشاشة مضغوطة وتعرض المهام الأساسية مثل المكالمات والتنبيهات.
  • وعند الحاجة لعرض خريطة أو محتوى مرئي، يمكن للمستخدم تمديد الشاشة لتُظهر مساحة أكبر وتفاصيل أوضح.

هذا النوع من التفاعل الديناميكي يجعل تجربة المستخدم أكثر راحة، وأكثر قربًا إلى طبيعة الاستخدام الفعلية، بدلًا من الاعتماد على واجهات عرض ثابتة.

3. تكامل أفضل مع الأجهزة القابلة للارتداء:
الشاشات القابلة للتمدد تمثل حلًا مثاليًا لتقنيات الأجهزة القابلة للارتداء (Wearables)، حيث:

  • يمكن دمج الشاشة في الأقمشة الذكية لعرض معلومات حيوية مثل معدل ضربات القلب أو إشعارات الهاتف مباشرة على كم القميص أو سوار المعصم.
  • يمكن للرياضيين والأطباء وفرق الإنقاذ الاستفادة من شاشات مرنة مدمجة في الملابس لعرض بيانات فورية دون الحاجة إلى حمل أجهزة منفصلة.
  • في الواقع المعزز (AR)، يمكن دمج الشاشة بشكل مريح على الذراع أو الوجه دون الشعور بثقل أو صلابة مزعجة.

4. تحسين السلامة والمتانة:
بفضل المواد المرنة والمطاطية التي تُستخدم في تصنيع هذه الشاشات، فإنها تُعد:

  • أكثر مقاومة للكسر مقارنة بالشاشات الزجاجية التقليدية، إذ يمكنها التمدد والالتواء دون أن تتشقق.
  • أكثر أمانًا في الاستخدام، خصوصًا في بيئات العمل القاسية أو في الأجهزة المخصصة للأطفال أو كبار السن.

هذا يجعلها مثالية للاستخدام في القطاعات العسكرية، الطبية، والميدانية، حيث تتطلب المعدات مستوى عالٍ من التحمل وسهولة الحركة.

5. توسيع حدود الشاشات الذكية إلى مساحات جديدة:
إحدى أعظم الفوائد المحتملة تكمن في إمكانية دمج هذه الشاشات في أماكن لم تكن ممكنة من قبل، مثل:

  • الأسطح المنحنية في السيارات، مما يتيح واجهات تحكم رقمية يمكن مدها أو طيها حسب الحاجة.
  • الأثاث الذكي، حيث يمكن للسطح أن يتحول إلى شاشة تفاعلية عند التمدد.
  • اللافتات الإعلانية المرنة التي يمكن نقلها بسهولة وتكييفها مع أي شكل هندسي.

وهذا يفتح المجال أمام تحول رقمي شامل في تصميم البيئات المادية، سواء في المنازل أو المكاتب أو الأماكن العامة.

6. كفاءة في توفير الطاقة:
مع تطور المواد المستخدمة، فإن الشاشات القابلة للتمدد تُبنى عادةً باستخدام تقنيات OLED أو micro-LED، والتي:

  • تستهلك طاقة أقل مقارنة بالشاشات التقليدية.
  • تسمح بترشيد استهلاك الطاقة من خلال عرض المحتوى فقط عند الحاجة، خاصة في الوضع المدمج.

كما أن قابلية الشاشة للتمدد والانكماش يتيح للمستخدم التحكم في حجم المساحة المعروضة، وبالتالي تخفيض استهلاك الطاقة عند عرض معلومات بسيطة أو أساسية.

7. إطلاق فئات جديدة من الأجهزة الذكية:
ربما تكون الفائدة الأهم لهذه التقنية أنها تمهد الطريق لأجهزة ذكية لم توجد بعد. فعلى سبيل المثال:

  • الهواتف قد تصبح قطعة صغيرة تُحمل في الجيب، ولكنها تتحول إلى شاشة لوحية عند الحاجة.
  • الشاشات قد تُزرع في الجلد الصناعي، وتستخدم في التطبيقات الطبية أو الإشراف الصناعي.
  • قد نرى إكسسوارات مثل الحقائب أو النظارات التي تحتوي على واجهات عرض مرنة تستجيب لحركة المستخدم ومحيطه.

هذا يعني أن مستقبل التقنية لن يكون مجرد تطوير للأجهزة الموجودة، بل إعادة تعريف شامل لفئة "الشاشة" نفسها.

الخلاصة:
إن تقنية الشاشات القابلة للتمدد لا تقتصر على كونها ميزة مستقبلية مبهرة، بل تمثل نقلة نوعية في طريقة تفاعل الإنسان مع الأجهزة الذكية والمساحات الرقمية من حوله. فهي تفتح بابًا واسعًا نحو التحول من الشاشات الجامدة إلى الواجهات الحية، المتغيرة، التي تتشكل حسب احتياجات المستخدم ومحيطه. وعليه، فإن الفوائد المحتملة لا تقف عند حدود الهواتف أو الأجهزة المحمولة، بل تتجاوز ذلك نحو تغيير جذري في مفاهيم التكنولوجيا الذكية ككل.

التحديات التي تواجه الشاشات القابلة للتمدد

الشاشات القابلة للتمدد


رغم الإمكانات المذهلة التي تعد بها تقنية الشاشات القابلة للتمدد، إلا أن هناك مجموعة من التحديات التقنية والعملية التي تعيق اعتمادها على نطاق واسع:

  • تعقيد التصنيع: يتطلب إنتاج شاشات قابلة للتمدد دمج مواد مرنة ودوائر إلكترونية قابلة للانحناء والتمدد، وهو أمر معقد للغاية ويحتاج إلى عمليات تصنيع متقدمة وغير ناضجة بالكامل.
  • المتانة ومقاومة التآكل: مع التمدد والانكماش المتكرر، قد تتعرض مكونات الشاشة للتلف أو التآكل بمرور الوقت، ما يثير تساؤلات حول عمرها الافتراضي وقدرتها على تحمل الاستخدام المكثف.
  • تكلفة الإنتاج المرتفعة: ما زالت تكلفة المواد والتقنيات المستخدمة في هذه الشاشات مرتفعة، مما يجعل المنتجات المزودة بها غير مناسبة حاليًا للمستهلك العادي.
  • التحديات في التصميم الصناعي: يتطلب دمج الشاشات القابلة للتمدد في الأجهزة الذكية إعادة التفكير في بنية الجهاز بالكامل، من البطارية وحتى الهيكل، لتناسب التصميم المرن.
  • قابلية التوسع التجاري: لا تزال الشركات في مرحلة الاستكشاف والاختبار، وبالتالي فإن إطلاق منتجات نهائية تعتمد على هذه التقنية ما زال محدودًا ويحتاج وقتًا لتصل إلى السوق الشامل.

هذه التحديات توضح أن التقنية لا تزال في مراحلها المبكرة، ورغم أنها واعدة جدًا، إلا أن تبنيها على نطاق واسع يتطلب سنوات من البحث والتطوير والتجارب التجارية الفعلية.



هل سنراها قريبًا؟

الشاشات القابلة للتمدد


رغم أن الشاشات القابلة للتمدد لا تزال في مراحلها التجريبية، إلا أن وتيرة التطوير في هذا المجال تشير إلى أننا قد نراها في الأسواق خلال السنوات القليلة القادمة، ولكن بشكل محدود وفي منتجات مخصصة أو فاخرة. شركات مثل Samsung وLG وBOE بدأت بالفعل في عرض نماذج أولية، ما يعني أن التقنية تقترب من النضج التجاري، لكنها لا تزال بحاجة إلى التغلب على تحديات مثل التكلفة والمتانة والتصنيع واسع النطاق. من المرجح أن تبدأ هذه التقنية في الظهور أولًا في الأجهزة القابلة للارتداء أو الهواتف المفاهيمية، قبل أن تنتشر تدريجيًا في السوق العام.

مع كل تطور جديد في عالم الهواتف الذكية، نقترب أكثر من المستقبل الذي كنا نحسبه يومًا خيالًا علميًا. الشاشات القابلة للتمدد ليست مجرد ترقية تقنية أخرى، بل هي ثورة حقيقية في المفهوم نفسه لما يعنيه أن يكون لديك "هاتف ذكي". إنها تعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والجهاز، وتفتح آفاقًا جديدة لم تكن ممكنة من قبل — من تعدد الاستخدامات في الجهاز الواحد، إلى تصميمات أكثر مرونة، وتجارب تفاعلية أكثر عمقًا وواقعية.

لكن هذا المستقبل، رغم بريقه، لا يخلو من التحديات. فلا تزال أمام الشركات عقبات تتعلق بصلابة المواد، وكفاءة البطاريات، وتكلفة الإنتاج، فضلًا عن الحاجة إلى إعادة تصور واجهات الاستخدام بالكامل لتتلاءم مع الشاشات التي يمكن أن تتغير أبعادها لحظيًا. ومع ذلك، فإن حجم الاستثمارات والبحوث في هذا المجال يكشف لنا شيئًا مهمًا: الكبار يؤمنون بهذه التقنية، ويستعدون لدفعها إلى السوق مهما تطلب الأمر من وقت وجهد.

وبينما تتجه أنظار العالم إلى أولى النماذج التجارية التي ستطرح في الأسواق، يظل السؤال الكبير: هل ستكون الشاشات القابلة للتمدد مجرد مرحلة عابرة في سباق التصميم، أم بداية لعصر جديد تتغير فيه قواعد اللعبة بالكامل؟ هل سنرى أجهزة تُلبس أو تُلف أو تُطوى أو تُمدد لتأخذ أشكالًا لم نتخيلها من قبل؟ وهل نحن كمستخدمين مستعدون لمثل هذا التحول الجذري في طريقة تعاملنا مع التقنية؟

الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن الشاشات القابلة للتمدد تمثل خطوة جبارة نحو عالم أكثر مرونة وتكيفًا مع احتياجاتنا. إنها ليست فقط مستقبل الهواتف الذكية، بل قد تكون مفتاحًا لعصر جديد من الأجهزة الذكية المتكيفة، التي تتحول معنا وتلبي متطلباتنا في كل لحظة.

فهل أنت مستعد لمدّ المستقبل بين يديك؟

قد يهمك ايضاً:

LEAVE A COMMENT

Please note, comments must be approved before they are published