No Products in the Cart

تخيل أنك تعمل على مشروع مهم أو تلعب لعبة تتطلب أداءً عاليًا، وكل شيء يسير بسلاسة في البداية، لكن بعد فترة قصيرة يبدأ اللابتوب في التباطؤ بشكل ملحوظ، ترتفع حرارة الجهاز، وتسمع صوت المروحة يدور بسرعة كأنها تحاول إنقاذ الموقف... هنا يتدخل عامل خفي لا يلاحظه الكثيرون، لكنه مسؤول مباشر عن هذا التراجع في الأداء — وهو ما يُعرف باسم Thermal Throttling.
هذه الظاهرة ليست عيبًا في جهازك كما قد تظن، بل هي آلية ذكية لحماية المكونات الداخلية من التلف الناتج عن الحرارة الزائدة. فعندما ترتفع درجة حرارة المعالج (CPU أو GPU) إلى مستوى خطير، يقوم النظام تلقائيًا بتقليل سرعة التشغيل أو “الخنق الحراري” حتى تنخفض الحرارة إلى مستوى آمن. والنتيجة؟ انخفاض مؤقت في الأداء لتجنب أضرار دائمة.
لكن ما الذي يجعل الحرارة ترتفع إلى هذا الحد في الأساس؟ هل السبب سوء التهوية؟ أم المعجون الحراري الجاف؟ أم ربما تصميم اللابتوب نفسه؟ في الحقيقة، تتداخل عوامل عديدة — من ضعف نظام التبريد، إلى تراكم الغبار داخل المراوح، إلى تشغيل تطبيقات ثقيلة لفترات طويلة — وكلها يمكن أن تؤدي إلى نفس النتيجة: أداء أبطأ مع مرور الوقت.
في هذه التدوينة سنأخذك في جولة شاملة داخل عالم الـ Thermal Throttling:
ما هو بالضبط؟ كيف يحدث من الناحية التقنية؟ ما الأسباب التي تؤدي إليه؟ وهل يشكل خطرًا حقيقيًا على جهازك؟ والأهم، كيف يمكنك منع حدوثه أو على الأقل تقليله بذكاء لتستمتع بأداء ثابت وحرارة متوازنة حتى بعد ساعات طويلة من الاستخدام.
استعد لفهم ما يحدث خلف الكواليس داخل جهازك، فالموضوع أعمق مما يبدو، ومعرفة أسرار الـ Thermal Throttling قد تكون الخطوة الأولى نحو الحفاظ على عمر اللابتوب الخاص بك وكفاءته لسنوات أطول.
قد يهمك ايضاً:

الـ Thermal Throttling (الاختناق الحراري) هو عملية تنظيم تلقائي لأداء المعالج — سواء كان معالجًا مركزيًا (CPU) أو معالج رسومي (GPU) — بهدف منع ارتفاع درجة حرارته إلى مستويات خطيرة قد تسبب تلفًا دائمًا للمكونات الداخلية.
بشكل أبسط: عندما ترتفع درجة حرارة المعالج إلى مستوى غير آمن، يقوم النظام تلقائيًا بتقليل سرعته التشغيلية (Clock Speed) أو خفض الجهد الكهربائي (Voltage) الذي يصل إليه.
هذه الخطوة تقلل من استهلاك الطاقة والحرارة الناتجة عنها، مما يسمح للمكونات بالبرودة من جديد — لكنها في المقابل تؤدي إلى تراجع مؤقت في الأداء.
مثال بسيط لفهم الفكرة:
تخيّل أن المعالج مثل لاعب رياضي يبذل مجهودًا كبيرًا.
عندما ترتفع درجة حرارة جسمه بشكل مفرط، يضطر إلى التوقف أو تخفيف سرعته قليلًا حتى لا ينهار.
بنفس المنطق، المعالج عند ارتفاع حرارته “يُبطئ نفسه عمدًا” ليحمي المكونات الإلكترونية الدقيقة بداخله.
كيف يعمل الـ Thermal Throttling داخل المعالج؟
لماذا يعتبر الـ Thermal Throttling مهمًا؟
رغم أنه يسبب بطئًا مؤقتًا، إلا أنه آلية أمان حيوية تمنع المكونات من الاحتراق أو التلف.
بدونها، قد تؤدي الحرارة الزائدة إلى:
بمعنى آخر، الـ Thermal Throttling هو “خط الدفاع الأخير” قبل أن يتسبب ارتفاع الحرارة في كارثة داخلية.
قد يهمك ايضاً:

لفهم طريقة حدوث Thermal Throttling عمليًا، يجب أن نعرف أن المعالج داخل أي لابتوب أو كمبيوتر يعمل وفق نظام ذكي للتحكم في الطاقة والحرارة.
هذا النظام يراقب باستمرار درجات الحرارة، الجهد الكهربائي، وسرعة التردد (Clock Speed) لكل نواة في المعالج.
وعندما تصل الحرارة إلى مستوى حرج، يبدأ "الاختناق الحراري" بالعمل على النحو التالي:
1. ارتفاع الحمل الحراري داخل المعالج:
عند تشغيل برامج ثقيلة، ألعاب ثلاثية الأبعاد، أو تحرير فيديوهات عالية الدقة، يبدأ المعالج بزيادة سرعته لتلبية الطلب العالي على الأداء.
لكن زيادة السرعة تعني زيادة استهلاك الطاقة، وبالتالي زيادة إنتاج الحرارة داخل الرقائق الإلكترونية الدقيقة.
ومع استمرار الحمل لفترة طويلة، تبدأ الحرارة في التراكم بشكل أسرع من قدرة نظام التبريد على تبديدها.
2. استشعار درجة الحرارة الحرجة:
كل معالج يحتوي على حساسات حرارية مدمجة (Thermal Sensors) تراقب درجة الحرارة في الوقت الفعلي.
عندما تتجاوز الحرارة حدًا معينًا — يُعرف باسم Tj Max (اختصارًا لـ Junction Temperature Maximum) — عادةً ما يكون بين 90 إلى 105 درجة مئوية، يبدأ نظام الحماية بالتحرك فورًا.
3. تقليل التردد والجهد الكهربائي:
بمجرد وصول الحرارة إلى العتبة الحرجة، يقوم النظام تلقائيًا بـ:
هذا يعني أن المعالج يعمل الآن بطاقة أقل، مما ينتج عنه حرارة أقل — ولكن أيضًا أداء أقل.
هذه الخطوة تحدث في أجزاء من الثانية، وغالبًا لا يلاحظها المستخدم إلا عندما يبدأ الجهاز في التباطؤ الملحوظ أثناء المهام الثقيلة.
4. خفض الحرارة واستعادة الأداء تدريجيًا:
بعد أن يتم تقليل السرعة والجهد، تبدأ حرارة المعالج بالانخفاض تدريجيًا.
بمجرد أن تنخفض الحرارة إلى مستوى آمن (عادة تحت 85 درجة مئوية)، يقوم النظام بزيادة السرعة تدريجيًا من جديد.
تستمر هذه العملية بشكل ديناميكي ومتكرر — ارتفاع حرارة - تقليل الأداء - تبريد - استعادة السرعة — طوال فترة استخدام الجهاز.
5. دور نظام التبريد في العملية:
نظام التبريد في اللابتوب (المروحة والمشتت الحراري والمعجون الحراري) يلعب الدور الأهم في هذه الدورة.
إذا كان نظام التبريد ضعيفًا أو متسخًا أو متآكلًا، فلن يتمكن من تبديد الحرارة بكفاءة، وبالتالي سيحدث الاختناق الحراري بشكل متكرر وسريع.
أما في الأجهزة ذات التبريد الجيد (مثل اللابتوبات المخصصة للألعاب أو العمل الاحترافي)، فإن المعالج يستطيع الحفاظ على أداء مستقر لفترات أطول دون الدخول في مرحلة الاختناق.
الخلاصة:
عملية الـ Thermal Throttling تشبه “مكابح ذكية” داخل المعالج.
كلما ارتفعت الحرارة عن الحد المسموح، يُبطئ المعالج نفسه طوعًا للحفاظ على سلامته.
هي آلية ذكية وفورية تحدث في أجزاء من الثانية، وتضمن استمرار الجهاز بالعمل بأمان — حتى لو جاء ذلك على حساب الأداء مؤقتًا.

يحدث الـ Thermal Throttling عادةً عندما يعجز نظام التبريد داخل اللابتوب عن التخلص من الحرارة الزائدة بسرعة كافية، فيبدأ المعالج أو البطاقة الرسومية بتقليل أدائه ذاتيًا للحفاظ على درجة حرارة آمنة.
لكن ما الذي يجعل الحرارة ترتفع أصلًا إلى هذا الحد؟
إليك أبرز الأسباب التي تؤدي إلى هذه المشكلة بالتفصيل:
1. تراكم الغبار والأتربة داخل نظام التبريد:
يُعد هذا السبب من أكثر العوامل شيوعًا.
مع مرور الوقت، تتراكم الأتربة على مروحة التبريد والمشتت الحراري (Heat Sink)، مما يمنع تدفق الهواء الطبيعي ويقلل من قدرة النظام على طرد الحرارة.
النتيجة؟ الحرارة تبدأ بالارتفاع تدريجيًا حتى تصل إلى النقطة التي يُضطر فيها المعالج إلى خفض سرعته لتجنب التلف.
الحل: تنظيف المروحة وفتحات التهوية دوريًا باستخدام الهواء المضغوط أو في مركز صيانة مختص.
2. المعجون الحراري (Thermal Paste) الجاف أو التالف:
المعجون الحراري هو الطبقة الرقيقة التي توضع بين المعالج والمشتت المعدني، ووظيفته نقل الحرارة بكفاءة.
لكن بمرور الوقت (عادة بعد عامين أو أكثر)، يجف هذا المعجون أو يفقد فعاليته، مما يؤدي إلى سوء توصيل الحرارة وبقائها محصورة داخل المعالج.
عندها يبدأ الجهاز في الاختناق الحراري حتى عند استخدامات متوسطة.
الحل: استبدال المعجون الحراري بمعجون جديد عالي الجودة كل فترة (ويُفضل عبر فني مختص).
3. استخدام اللابتوب على الأسطح غير المناسبة:
الكثير من المستخدمين يضعون اللابتوب على السرير أو الوسادة أو الأرائك، وهي أسطح لينة تسد فتحات التهوية الموجودة أسفل الجهاز.
عندها يتعذر على المروحة سحب الهواء البارد أو طرد الساخن، مما يؤدي إلى احتباس الحرارة داخل الهيكل وبدء عملية الـ Thermal Throttling سريعًا.
الحل: استخدم اللابتوب دائمًا على سطح صلب ومستوي مثل مكتب خشبي أو قاعدة تبريد (Cooling Pad).
4. ارتفاع درجة الحرارة المحيطة:
البيئة التي يعمل فيها الجهاز تؤثر بشكل مباشر على كفاءته الحرارية.
عندما يكون الجو حارًا جدًا أو لا يوجد تهوية جيدة، يزداد الحمل الحراري على النظام.
حتى أن بعض الأجهزة قد تبدأ بالاختناق عند درجات حرارة محيطة تتجاوز 30°C، خاصة في الأجهزة ذات أنظمة التبريد المحدودة.
الحل: حاول استخدام الجهاز في بيئة باردة نسبيًا أو مكيفة، مع ترك مسافة تهوية كافية حوله.
5. تشغيل البرامج أو الألعاب الثقيلة لفترات طويلة:
عند تشغيل الألعاب الحديثة أو تطبيقات التصميم والمونتاج، تعمل مكونات الجهاز بأقصى طاقتها لفترات طويلة، ما يولد حرارة عالية جدًا.
وإن لم يكن نظام التبريد قويًا بما فيه الكفاية، ستصل الحرارة إلى الحد الأقصى، فيبدأ المعالج أو كرت الشاشة بتقليل الأداء تدريجيًا لحماية نفسه.
الحل: استخدم إعدادات جرافيك متوسطة، أو خصص فترات راحة للجهاز أثناء الجلسات الطويلة.
6. ضعف نظام التبريد الداخلي:
في بعض اللابتوبات — خصوصًا النحيفة جدًا أو الاقتصادية — يكون نظام التبريد محدودًا بطبيعته:
مروحة صغيرة، أنبوب حراري واحد، أو مساحة تهوية ضيقة.
هذه التصاميم الجميلة تأتي على حساب الأداء الحراري، مما يجعل الجهاز عرضة للاختناق عند أي حمل مرتفع.
الحل: اختيار لابتوبات بتصميم تبريد متطور إذا كنت تستخدم برامج أو ألعاب ثقيلة، أو دعم الجهاز بقاعدة تبريد خارجية فعّالة.
7. رفع التردد (Overclocking):
بعض المستخدمين يجرّبون رفع تردد المعالج أو كرت الشاشة لزيادة الأداء، لكن ذلك يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة والحرارة بدرجة كبيرة.
إن لم يتم التبريد بشكل مثالي، يحدث الـ Thermal Throttling بسرعة كبيرة، ما يلغي فائدة كسر السرعة أصلًا.
الحل: لا ترفع التردد إلا إذا كان نظام التبريد احترافيًا ومجهزًا للتعامل مع الحرارة الإضافية.
خلاصة الأسباب:
الاختناق الحراري لا يظهر فجأة، بل هو نتيجة تراكم مشكلات في التبريد أو الاستخدام.
أي خلل بسيط في تدفق الهواء أو نقل الحرارة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع سريع في درجات الحرارة، لتبدأ المكونات الداخلية بتقليل أدائها لحماية نفسها.
الاهتمام بنظافة اللابتوب وصيانته الدورية هو المفتاح للحفاظ على أداء مستقر وسريع على المدى الطويل.
قد يهمك ايضاً:

رغم أن الـ Thermal Throttling هو آلية أمان ضرورية لحماية اللابتوب من الحرارة الزائدة، فإن تكرار حدوثه يعني وجود مشكلة في التبريد أو الاستخدام تحتاج إلى علاج.
ولحسن الحظ، يمكن تقليل أو حتى منع حدوثه باتباع مجموعة من الإجراءات الذكية التي تحافظ على برودة الجهاز وأدائه القوي لفترات طويلة.
إليك الخطوات العملية بالتفصيل:
1. تنظيف نظام التبريد والمراوح بانتظام:
مع مرور الوقت، تتراكم الأتربة والغبار داخل المروحة وفتحات التهوية، ما يعوق تدفق الهواء ويمنع التبريد الفعّال.
تنظيف الجهاز من الداخل بشكل دوري (كل 6 إلى 12 شهرًا) يساعد على:
نصيحة: إذا لم تكن معتادًا على فتح الجهاز، يمكنك الذهاب إلى فني مختص لتنظيفه باحترافية دون الإضرار بالمكونات.
2. استخدام قاعدة تبريد (Cooling Pad):
قاعدة التبريد المزودة بمراوح خارجية هي وسيلة فعّالة لتقليل حرارة اللابتوب خصوصًا أثناء اللعب أو العمل المكثف.
توفر القاعدة تدفق هواء إضافي أسفل الجهاز، مما يقلل من تراكم الحرارة في الهيكل السفلي ويمنع وصولها إلى مستويات خطيرة.
نصيحة: اختر قاعدة تبريد ذات سطح معدني ومراوح قوية متعددة الاتجاهات للحصول على أفضل النتائج.
3. وضع اللابتوب على سطح صلب ومستوي:
من أكثر الأخطاء شيوعًا استخدام اللابتوب على السرير أو الوسائد أو الأرائك، حيث تُسد فتحات التهوية الموجودة أسفل الجهاز.
ضعه دائمًا على مكتب صلب أو قاعدة مخصصة تسمح بدخول الهواء وخروجه بحرية، فذلك يساعد في خفض الحرارة بشكل فوري.
4. تحديث الـ BIOS وبرامج التشغيل:
في بعض الأحيان، تقوم الشركات المصنعة بإصدار تحديثات BIOS أو Firmware لتحسين إدارة الطاقة والتبريد.
كما أن تحديث تعريفات كرت الشاشة والمعالج قد يقلل من استهلاك الطاقة ويحسن الأداء الحراري.
نصيحة: تأكد دائمًا من تحميل التحديثات من الموقع الرسمي للشركة فقط (HP، Dell، Lenovo، Asus، إلخ).
5. استبدال المعجون الحراري (Thermal Paste):
المعجون الحراري الذي يوضع بين المعالج والمشتت يفقد فعاليته بمرور الوقت، مما يقلل من كفاءة نقل الحرارة.
استبداله بمعجون جديد عالي الجودة يمكن أن يخفض حرارة المعالج بمقدار 5 إلى 15 درجة مئوية في بعض الحالات.
نصيحة: استخدم معجون احترافي مثل Arctic MX-6 أو Thermal Grizzly Kryonaut لضمان تبريد مثالي.
6. ضبط إعدادات الطاقة والأداء:
يمكنك تقليل الحمل على المعالج عن طريق:
نصيحة: استخدم أدوات مثل Intel XTU أو ThrottleStop (بحذر) لتخصيص إعدادات الطاقة والتردد بأمان.
7. مراقبة درجة الحرارة بشكل مستمر:
من المهم مراقبة حرارة المعالج والبطاقة الرسومية بانتظام لتتأكد أن كل شيء يعمل ضمن الحدود الآمنة.
يمكنك استخدام برامج مجانية مثل:
هذه البرامج تعرض درجات الحرارة لحظة بلحظة وتساعدك على اكتشاف أي مشكلة قبل أن تتفاقم.
8. تحسين التهوية العامة للبيئة المحيطة:
احرص على أن يكون المكان الذي تستخدم فيه اللابتوب جيد التهوية.
لا تضع الجهاز داخل خزانة أو على سطح محاط بالأشياء، لأن ذلك يمنع تبادل الهواء.
في الجو الحار، استخدام مروحة خارجية صغيرة أو مكيف هواء قد يحدث فرقًا ملحوظًا في أداء الجهاز.
9. تجنب رفع التردد (Overclocking):
رغم أن كسر السرعة يزيد الأداء، فإنه أيضًا يرفع استهلاك الطاقة والحرارة بشكل كبير.
إن لم يكن نظام التبريد لديك احترافيًا، سيؤدي ذلك مباشرة إلى اختناق حراري متكرر.
النصيحة الذهبية: لا تضحّي بالاستقرار والحرارة مقابل زيادة بسيطة في الأداء.
خلاصة النصائح:
تقليل الـ Thermal Throttling لا يعتمد على حل واحد فقط، بل على مجموعة من الممارسات الوقائية.
بالعناية الدورية وتنظيف التبريد وضبط الإعدادات، يمكنك الحفاظ على حرارة مستقرة وأداء سلس حتى أثناء المهام الثقيلة.
اللابتوب الذي يتمتع بتبريد جيد لن يكون فقط أسرع، بل أيضًا أطول عمرًا وأكثر استقرارًا على المدى البعيد.

قد يبدو مصطلح Thermal Throttling مقلقًا عند سماعه، خاصة عندما تلاحظ تباطؤ الجهاز أو انخفاض أداء الألعاب فجأة، لكن الحقيقة أن هذه الظاهرة ليست خطرًا مباشرًا على اللابتوب، بل على العكس، هي آلية أمان ذكية صُممت لحمايته من التلف الحراري.
ومع ذلك، إذا تكررت بشكل مفرط، فقد تكون علامة تحذير على وجود مشكلة أعمق تحتاج إلى تدخل فني.
دعنا نوضح الصورة بتفصيل أدق:
أولًا: الـ Thermal Throttling ليس عيبًا في الجهاز
كل لابتوب أو كمبيوتر حديث مزود بنظام مراقبة حراري مدمج داخل المعالج (Thermal Management System).
وظيفة هذا النظام هي التأكد من أن درجة الحرارة لا تتجاوز الحد الأقصى الآمن (Tj Max) الذي تحدده الشركة المصنعة.
فعندما ترتفع الحرارة بشكل كبير — سواء بسبب الحمل الزائد أو ضعف التبريد — يتدخل النظام ليخفض تردد المعالج والجهد الكهربائي، مما يقلل من الحرارة فورًا.
هذا الإجراء الوقائي يمنع المكونات من الاحتراق أو التلف الدائم، وبالتالي فهو أشبه بـ منظومة أمان إلكترونية تعمل لحماية المعالج من الانهيار.
بمعنى آخر: الـ Thermal Throttling هو “درع الحماية الأخير” للجهاز، وليس مشكلة بحد ذاته.
ثانيًا: متى يصبح الـ Thermal Throttling خطرًا فعليًا؟
الاختناق الحراري يصبح خطرًا فقط عندما يحدث باستمرار أو بشكل مفرط، أي في كل مرة تستخدم فيها الجهاز حتى لأبسط المهام.
في هذه الحالة، المشكلة ليست في ميزة الـ Throttling نفسها، بل في السبب الذي يؤدي إليها بشكل متكرر، مثل:
عندما يحدث هذا النوع من الاختناق بشكل متكرر، يؤدي إلى:
ببساطة: إذا كان جهازك يدخل في Thermal Throttling عند المهام العادية، فهناك مشكلة حقيقية في التبريد تحتاج إلى إصلاح.
ثالثًا: ما الأثر طويل المدى على عمر الجهاز؟
في الظروف الطبيعية، ومع وجود نظام تبريد فعّال، لن يؤثر الـ Thermal Throttling على عمر الجهاز إطلاقًا.
لكن في الأجهزة التي تعاني من حرارة مفرطة لفترات طويلة، قد يحدث ما يلي:
لهذا، من الأفضل التعامل مع الاختناق الحراري كـ إشارة تحذير مبكرة بأن الجهاز يحتاج إلى عناية.
رابعًا: كيف تتأكد إن كان جهازك آمنًا؟
يمكنك مراقبة حرارة الجهاز باستخدام أدوات بسيطة مثل:
إذا لاحظت أن الحرارة تتجاوز 90 درجة مئوية باستمرار أثناء الاستخدام العادي، فهذا مؤشر على مشكلة في التبريد.
أما إذا حدث الاختناق فقط أثناء الألعاب الثقيلة أو مهام التصميم، فهو سلوك طبيعي تمامًا ولا يدعو للقلق.
الخلاصة:
الـ Thermal Throttling ليس خطرًا في حد ذاته، بل هو نظام حماية ضروري يمنع الأعطال الحرارية ويحافظ على استقرار الجهاز.
لكن تكراره المستمر يعني أن الجهاز يعاني من ضعف في التبريد أو تراكم للغبار، وهو ما يحتاج إلى تنظيف وصيانة فورية.
بكلمات بسيطة:
الـ Thermal Throttling هو الطبيب الذي يعالج ارتفاع الحرارة مؤقتًا، لكن مهمتك هي اكتشاف السبب الحقيقي وراء الحمى.
في النهاية، يمكننا القول إن ظاهرة Thermal Throttling ليست مجرد “مشكلة تقنية” كما يعتقد البعض، بل هي نظام دفاع ذكي صُمم لحماية جهازك من التدمير الحراري. صحيح أنها تسبب بطئًا مزعجًا في الأداء، لكنها في الوقت ذاته تنقذ مكونات اللابتوب الحساسة — مثل المعالج والبطاقة الرسومية — من التلف الدائم الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة. بمعنى آخر، هذا التباطؤ المؤقت هو “تضحية صغيرة” مقابل بقاء جهازك في أمان واستمراره في العمل لفترة أطول.
لكن الجانب المطمئن هو أن Thermal Throttling ليس قدرًا محتومًا، بل يمكنك الحد منه بشكل كبير إذا فهمت أسبابه وتعاملت معه بذكاء. فصيانة الجهاز بشكل دوري، وتنظيف المراوح وفتحات التهوية، وتغيير المعجون الحراري عند الحاجة، واستخدام قاعدة تبريد فعالة — كلها عوامل تحدث فرقًا حقيقيًا. كذلك، مراقبة حرارة المعالج ببرامج مخصصة وتجنب تشغيل تطبيقات ضخمة في بيئة خانقة من الحرارة، يمكن أن يمنح جهازك نفسًا أطول وأداءً أكثر ثباتًا.
ومن الجدير بالذكر أن كل لابتوب له حدوده الحرارية الخاصة، وقد تكون بعض الأجهزة الحديثة مجهزة بأنظمة تبريد متطورة تقلل من احتمالية حدوث الـThermal Throttling بشكل كبير. ومع ذلك، يبقى الوعي بهذه الظاهرة جزءًا أساسيًا من التعامل الذكي مع الأجهزة الإلكترونية الحديثة.
في النهاية، إذا لاحظت أن اللابتوب أصبح أبطأ بعد فترة من الاستخدام، فلا تفترض فورًا أن المشكلة في النظام أو البرمجيات فقط. أحيانًا، يكون السبب فيزيائيًا بحتًا — حرارة زائدة تحاول اللوحة الأم التعامل معها بحذر. لذا، احرص دائمًا على تهيئة بيئة عمل باردة ومريحة لجهازك، لأن كل درجة حرارة أقل تعني عمرًا أطول وأداءً أفضل.
الـ Thermal Throttling قد يكون خصمك في لحظة الضغط، لكنه في الحقيقة حليفك الصامت الذي يحافظ على حياة جهازك في الخفاء.
قد يهمك ايضاً: