إعدادات لون الشاشة لحماية العين | راحة تدوم طوال اليوم

by Mahmoud Taha on April 27, 2025
إعدادات لون الشاشة لحماية العين

في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء في العمل أو الترفيه أو حتى التواصل الاجتماعي. نقضي ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية، دون أن ندرك التأثير العميق الذي تتركه هذه الشاشات على صحة أعيننا. ومع تزايد استخدام التكنولوجيا، بدأت مشكلات مثل جفاف العين، والصداع، وتشوش الرؤية، والإرهاق البصري بالظهور بشكل ملحوظ بين مختلف الفئات العمرية.

الخبر الجيد هو أن هناك طرقًا فعالة يمكن من خلالها تقليل هذه الآثار السلبية، من أبرزها تعديل إعدادات لون الشاشة لتناسب العين وتوفر راحة بصرية أكبر. قد تبدو هذه الخطوة بسيطة، لكنها تحدث فرقًا كبيرًا على المدى الطويل. فاختيار درجات ألوان مريحة، وتفعيل أوضاع مثل الوضع الليلي (Night Mode) أو وضع القراءة (Reading Mode)، يمكن أن يحمي العين من الضوء الأزرق الضار، ويقلل من التوتر البصري الناتج عن التحديق المستمر في الإضاءة الساطعة أو الألوان المتباينة بشدة.

في هذه التدوينة، سنأخذك في جولة شاملة نكشف فيها عن أفضل إعدادات لون الشاشة التي يُوصي بها الأطباء وخبراء التقنية لحماية العين. سنشرح تأثير كل إعداد على العين، ونقدم لك نصائح عملية تناسب مختلف أنواع الأجهزة وأنظمة التشغيل، لتتمكن من تخصيص تجربة العرض لديك بما يحقق الراحة القصوى ويُحافظ على صحة نظرك في زمن تغزوه الشاشات من كل زاوية.

إذا كنت تقضي وقتًا طويلاً أمام شاشة، فهذه التدوينة هي دليلك المثالي نحو تجربة رقمية أكثر راحة وصحة لعينيك.

قد يهمك ايضاً:

أولًا: ما هو الوضع الليلي (Night Mode)؟

إعدادات لون الشاشة لحماية العين

الوضع الليلي أو ما يُعرف أيضًا باسم "وضع راحة العين" أو "فلتر الضوء الأزرق"، هو ميزة مدمجة في معظم أنظمة التشغيل والأجهزة الحديثة، تهدف إلى تقليل كمية الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة عبر تحويل الألوان إلى طيف دافئ (أقرب للبرتقالي أو البني الفاتح).

لماذا الضوء الأزرق ضار بالعين؟

  • الضوء الأزرق ينبعث بكثافة من شاشات الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف، الحواسيب، والأجهزة اللوحية.
  • هذا النوع من الضوء يُشبه ضوء الشمس، ويؤثر على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى:
  • تقليل إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
  • اضطرابات في النوم عند استخدام الجهاز ليلًا.
  • إجهاد العين عند التعرض المطوّل له، خاصة في الإضاءة المنخفضة.

كيف يساعد الوضع الليلي في حماية العين؟

  1. تقليل انبعاث الضوء الأزرق بنسبة كبيرة.
  2. تحويل لون الشاشة إلى تدرجات دافئة أقل ضررًا على شبكية العين.
  3. راحة بصرية ملحوظة عند استخدام الجهاز في الظلام.
  4. تعزيز جودة النوم في حال استخدام الجهاز قبل النوم.
  5. تقليل جفاف العين وتقليل التهيج والاحمرار المرتبط باستخدام الشاشات.

 متى يجب استخدام الوضع الليلي؟

  1.  أثناء المساء أو الليل (بعد غروب الشمس).
  2. في البيئات منخفضة الإضاءة مثل الغرف المعتمة.
  3. عند القراءة أو التصفح قبل النوم.
  4. أثناء العمل لساعات طويلة على الشاشة لتقليل الإجهاد البصري.

كيفية تفعيل الوضع الليلي على الأجهزة المختلفة:

على هواتف أندرويد (Android):

  • افتح "الإعدادات" > "العرض" أو "الشاشة".
  • اختر "راحة العين" أو "فلتر الضوء الأزرق"
  • .قم بالتفعيل، ويمكنك ضبطه ليعمل تلقائيًا من الغروب إلى الشروق.

على أجهزة iPhone:

  • اذهب إلى "الإعدادات" > "الشاشة والسطوع".
  • اختر "Night Shift".
  • فعّل الجدولة الزمنية أو قم بتفعيله يدويًا.

على نظام ويندوز (Windows 10 و11):

  •  افتح "الإعدادات" > "النظام" > "الشاشة".
  • فعّل خيار "الضوء الليلي" (Night Light).
  • يمكنك تخصيص الأوقات والحرارة اللونية حسب تفضيلك.

على نظام macOS:

  • اذهب إلى "تفضيلات النظام" > "الشاشات" > "Night Shift".
  • اختر جدول التشغيل (تلقائي أو يدوي).
  • حدد مدى دفء اللون حسب راحتك.

نصيحة مهمة:

دمج الوضع الليلي مع "الوضع الداكن" (Dark Mode) في التطبيقات والأنظمة يوفر أقصى راحة ممكنة للعين ويُقلل التوهج بشكل فعال، خصوصًا في القراءة الليلية.

الخلاصة:
تفعيل الوضع الليلي ليس مجرد خيار جمالي، بل هو خطوة ذكية لحماية العين، وتحسين تجربة استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتقليل تأثيرات الضوء الأزرق على الصحة العامة. تأكد من تفعيله، واجعل راحتك البصرية أولوية.

قد يهمك ايضاً:

ثانيًا: تقليل سطوع الشاشة – مفتاح الراحة البصرية

إعدادات لون الشاشة لحماية العين

ما هو سطوع الشاشة؟

سطوع الشاشة هو درجة إشراق الإضاءة التي تنبعث من شاشة الجهاز، ويُقاس غالبًا بوحدة "الشمعة لكل متر مربع" (nits). كلما زاد السطوع، أصبحت الشاشة أكثر وضوحًا في الضوء القوي، لكن هذا قد يضر العين عند الاستخدام لفترات طويلة أو في ظروف الإضاءة المنخفضة.

لماذا السطوع العالي يضر العين؟

  1. إجهاد عضلات العين: العين تتفاعل مع الضوء باستمرار لتعديل التركيز، والسطوع الزائد يجبر العين على العمل بجهد مضاعف.
  2. تأثير التوهج: في البيئات المظلمة، يخلق السطوع القوي تباينًا حادًا بين الشاشة والمحيط، مما يجهد العين ويزيد من احتمالية الصداع أو الشعور بالدوخة.
  3. زيادة جفاف العين: التركيز الطويل على شاشة ساطعة يقلل من عدد مرات رمش العين، مما يؤدي إلى جفافها واحمرارها.
  4. اضطراب الساعة البيولوجية: الضوء القوي، خاصة في الليل، يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، مما يُسبب اضطرابات في النوم.

كيف تضبط السطوع بشكل مثالي؟
 القاعدة الذهبية:
اضبط سطوع الشاشة ليتماشى مع إضاءة الغرفة المحيطة.

  • في النهار أو في غرفة مضاءة جيدًا: يمكنك رفع السطوع لتقليل انعكاسات الإضاءة.
  • في المساء أو في غرفة مظلمة: يجب تقليل السطوع لتقليل التباين بين الشاشة والمحيط.

كيفية تقليل سطوع الشاشة على مختلف الأجهزة:

على Windows:

  • افتح "الإعدادات" > "النظام" > "العرض".
  • استخدم شريط التمرير لضبط السطوع.
  • أو من مركز الإشعارات السريعة في شريط المهام.

     على macOS:
  • اذهب إلى "تفضيلات النظام" > "الشاشات".
  • اسحب شريط السطوع حسب الحاجة.
  • أو استخدم مفاتيح F1 و F2 في الكيبورد.

    على Android:
  • اسحب شريط الإشعارات للأسفل.
  • ؟ حرّك شريط السطوع لضبط الإضاءة.
  • يمكنك تفعيل "السطوع التلقائي" للتكيف مع البيئة المحيطة.

على iPhone:

  • اذهب إلى "الإعدادات" > "العرض والسطوع".
  • حدد مستوى السطوع المناسب.
  • فعّل "السطوع التلقائي" إن أردت ضبطًا ديناميكيًا.

نصائح احترافية لحماية العين من السطوع:

  • لا تستخدم السطوع الأقصى إلا في الشمس المباشرة.
  • اعتمد على "الوضع الداكن" بجانب تقليل السطوع لتحسين التباين.
  •  استخدم شاشات مضادة للانعكاس أو لاصقات حماية للعين.
  • قم بأخذ فترات راحة منتظمة لتقليل توتر العين الناتج عن الإضاءة القوية.
  • استخدم برامج أو تطبيقات مثل f.lux لضبط السطوع تلقائيًا حسب توقيت اليوم.

ملاحظة مهمة:
السطوع المنخفض جدًا أيضًا قد يُتعب العين، خصوصًا عند القراءة لفترات طويلة، لأنه يُجبر العين على التركيز أكثر، لذا التوازن هو المفتاح.

الخلاصة:
تقليل سطوع الشاشة ليس فقط خيارًا جماليًا، بل هو إجراء ضروري لحماية صحة العين، وتخفيف الإجهاد البصري، وتحسين جودة النوم. اجعل من ضبط السطوع عادة يومية تراعي فيها الإضاءة ، واستخدم أدوات مساعدة ذكية لتحقيق راحة بصرية طوال الوقت.

قد يهمك ايضاً:

ثالثًا: استخدام درجات ألوان دافئة – راحة بصرية وعناية مستمرة

إعدادات لون الشاشة لحماية العين


ما المقصود بالألوان الدافئة؟

الألوان الدافئة تشمل درجات مثل:

  • الأصفر، البرتقالي، البني الفاتح، الأحمر الباهت
  • تُقابلها الألوان الباردة مثل: الأزرق، البنفسجي، الأخضر المزرق

عندما نقول "استخدام ألوان دافئة"، فنحن نتحدث عن تغيير درجة حرارة الألوان على الشاشة إلى درجة حرارة لونية أكثر دفئًا، أي أقرب إلى اللون الأصفر أو الكهرماني بدلًا من الأبيض والأزرق الساطع.


لماذا الألوان الدافئة مفيدة للعين؟

  1. تقليل الضوء الأزرق: الألوان الدافئة تحتوي على نسبة أقل من الضوء الأزرق، والذي يسبب اضطراب النوم وإجهاد العين.
  2. راحة في الإضاءة المنخفضة: عند مشاهدة شاشة مضاءة بألوان دافئة، يقل التوهج، ويصبح التباين بين الشاشة والمحيط ألطف.
  3. حماية الساعة البيولوجية: تساعد في الحفاظ على توازن إنتاج الميلاتونين، ما يعزز نومًا أفضل إذا كنت تستخدم الجهاز ليلًا.
  4. تجربة قراءة أكثر راحة: التطبيقات والكتب الإلكترونية التي تستخدم خلفيات بلون بيج فاتح مع نص داكن، تكون أسهل على العين من الأبيض الساطع.

التفسير العلمي: ما العلاقة بين اللون وراحة العين؟

  • الضوء الأزرق يمتلك طول موجي قصير وطاقة عالية، ما يجعله أكثر اختراقًا لشبكية العين.
  • عندما تتعرض العين للضوء الأزرق لفترات طويلة، يبدأ الجهاز البصري في التوتر المستمر.
  • تقليل التعرض لهذا الضوء باستخدام درجات لونية دافئة، يقلل من الضغط على الخلايا المستقبلة للضوء في العين (المخاريط والعُصي).

كيف تغيّر حرارة الألوان إلى درجات دافئة؟

على Android:

  • اذهب إلى: الإعدادات > الشاشة > راحة العين (أو الضوء الليلي).
  • قم بتفعيل الخيار.
  • اضبط درجة الدفء باستخدام شريط التحكم.

على iPhone (ميزة Night Shift):

  • الإعدادات > الشاشة والسطوع > Night Shift.
  • فعّل الجدولة أو التفعيل اليدوي.
  • استخدم شريط "دفء اللون" لضبط الدرجة حسب راحتك.

على Windows:

  •  الإعدادات > النظام > الشاشة > Night Light.
  •  فعّل الميزة.
  • اضبط حرارة اللون إلى أكثر دفئًا باستخدام الشريط.

على macOS:

  • تفضيلات النظام > الشاشات > Night Shift.
  • اختر "يدوي" أو جدولة تلقائية.
  • استخدم شريط التحكم لتقريب اللون نحو الدفء.

نصائح إضافية لتجربة ألوان دافئة مريحة:

استخدم تطبيقات مخصصة مثل:

  • f.lux لاجهزةالكمبيوتر يغير حرارة اللون تلقائيًا حسب الوقت من اليوم.
  • Twilight (لأندرويد): فلتر للضوء الأزرق مع إعدادات متقدمة للدفء.
  • تفضيل الخلفيات الداكنة أو البيجية الفاتحة بدلًا من الأبيض النقي، خصوصًا عند القراءة.
  • التحكم في حرارة الشاشة يدويًا إذا لم يكن النظام يقدم خيارًا مباشرًا.

الخلاصة:
استخدام درجات الألوان الدافئة ليس فقط خيارًا مريحًا بصريًا، بل هو أسلوب وقائي فعال ضد إجهاد العين وتأثيرات الضوء الأزرق. كلما قللت من درجات الألوان الباردة وزدت دفء الشاشة، كلما زادت قدرتك على التركيز والراحة، وقلّت المضاعفات على المدى الطويل.

قد يهمك ايضاً:

رابعاً: أخذ فترات راحة منتظمة (قاعدة 20-20-20) 

إعدادات لون الشاشة لحماية العين

 ما هي قاعدة 20-20-20؟

هي قاعدة بسيطة ينصح بها أطباء العيون، وتنص على:

كل 20 دقيقة من النظر إلى الشاشة، قم بتحويل نظرك إلى شيء يبعد 20 قدمًا (حوالي 6 أمتار) لمدة 20 ثانية.

لماذا أخذ فترات راحة مهم؟

  1. منع إجهاد العين الرقمي: التحديق المطول بالشاشة يقلل من عدد مرات رمش العين، مما يؤدي إلى الجفاف والإجهاد.
  2. تنشيط عضلات العين: تحريك النظر لمسافة بعيدة يحفز عضلات العين المسؤولة عن التركيز ويساعدها على الاسترخاء.
  3. تحسين الدورة الدموية: الوقوف والتحرك قليلًا يحسن تدفق الدم، مما يقلل من التعب العام.
  4. تقليل فرص الإصابة بقصر النظر المؤقت:التحديق المستمر إلى شاشات قريبة قد يؤدي إلى مشاكل تركيز مؤقتة أو دائمة.

كيف تطبق قاعدة 20-20-20 عمليًا؟

  • اضبط منبّهًا كل 20 دقيقة كتذكير.
  • استخدم تطبيقات مخصصة مثل:
  • EyeLeo على الحاسوب.
  • Stretchly للتذكير بفترات الراحة.
  • اختر نقطة محددة بعيدة في الغرفة أو خارج النافذة لتنظر إليها.
  • قم بتمارين بسيطة للعين، مثل تدوير العينين بلطف أو النظر إلى ألوان مختلفة.

نصائح إضافية للراحة:

  • حاول الوقوف والمشي لمدة دقيقة أو اثنتين بعد كل ساعة عمل أمام الشاشة.
  • قم بعمل "تدليك لطيف حول العينين" لزيادة تدفق الدم وتخفيف التعب.
  • استخدم قطرات مرطبة للعين إذا شعرت بجفاف.

الخلاصة:

اتباع قاعدة 20-20-20 مع تقنيات تخفيف السطوع واستخدام الألوان الدافئة وتفعيل الوضع الليلي، يشكل درعًا حقيقيًا يحمي عينيك من مضار الاستخدام الطويل للشاشات.

في نهاية
هذه الرحلة البصرية، ندرك تمامًا أن حماية العين لم تعد خيارًا، بل ضرورة حتمية في عصرٍ أصبحت فيه الشاشات رفيقنا الدائم في كل لحظة من يومنا. سواء كنت تعمل، تدرس، أو تتصفح مواقع التواصل، فإن العناية بنظرك تبدأ بخطوات بسيطة ولكن مؤثرة، أولها ضبط إعدادات لون الشاشة لتكون أكثر لطفًا على عينيك.

لقد استعرضنا في هذه التدوينة أهم الإعدادات التي ينصح بها الخبراء لتقليل التوتر البصري والوقاية من الأعراض المزعجة مثل الجفاف والصداع وضعف التركيز. تفعيل الوضع الليلي، تقليل درجة السطوع، استخدام درجات الألوان الدافئة، والاستفادة من أوضاع العناية بالعين المدمجة في بعض الأجهزة، ليست مجرد إضافات تجميلية بل أدوات فعّالة للحفاظ على راحتك وصحة عينيك على المدى الطويل.

لا تنسَ أن التقنية قد تكون سلاحًا ذا حدين. فكما تسهّل حياتنا، يمكنها أيضًا أن تؤذي صحتنا إن لم نحسن التعامل معها. ومن هنا، يأتي دورك في أن تكون واعيًا ومبادرًا بتخصيص تجربتك الرقمية بطريقة ذكية ومتوازنة.

ابدأ الآن! خذ بضع دقائق لتفقد إعدادات جهازك، جرّب التعديلات التي اقترحناها، وراقب الفرق في شعورك أثناء استخدام الشاشة. وكن على يقين أن هذه الخطوات الصغيرة ستكون لها نتائج كبيرة، ليس فقط على مستوى الراحة اللحظية، بل أيضًا في الوقاية من مشاكل بصرية مستقبلية.

وأخيرًا، اجعل من عينيك أولوية، فهي نافذتك إلى هذا العالم الرقمي... والعالم الحقيقي أيضًا.

قد يهمك ايضاً:

LEAVE A COMMENT

Please note, comments must be approved before they are published